تجاوز المحتوى

التوجيه Mentorship

يواجه صنّاع المحتوى تحديات كثيرة على سبيل المثال: تشتت في الأفكار، حيرة على الطريق، الحاجة لتقييم المستوى، أسئلة بلا إجابات، …إلخ.

السؤال هو كيف يمكن لصانع المحتوى عبور كل هذه التحديات وحده؟ من هنا تأتي أهمية التوجيه Mentorship، ووجود موجّه Mentor قادر على مساعدتك في الرحلة، وهذا السبب الذي دفعني إلى تقديم خدمة التوجيه.

أقدم الخدمة منذ العام الماضي، وقررت هذا العام ترويجها وتقديمها على نطاق واسع؛ أملًا في مساعدة أعداد أكبر من صنّاع المحتوى في الرحلة.

في السطور القادمة أوضّح بعض المعلومات المهمة عن التوجيه، لتساعدك على معرفة ما إذا كنت تحتاج إلى التوجيه فعلًا أو ما تبحث عنه شيء آخر، وكذلك إذا تلائمك طبيعة التجربة التي أقدمها، فلكل شيخ طريقة كما يقولون، ولكل موجّه مرجعية يعتمد عليها في تقديم خدماته.

بعد أن تقرأ كل التفاصيل ستجد في نهاية الصفحة برامج التوجيه التي أقدمها.

ما هو التوجيه؟

على قدر أهمية التوجيه، لكن من المهم أن تكون قادرًا على معرفة ما هو التوجيه من الأساس؟

بالطبع لا أحتكر التعريف أو يمكنني قصره على شيء محدد، لكن مشاركتك بتعريفي، سيجعلك أكثر قدرة على توقع النتائج التي ستحصل عليها من التجربة إجمالًا.

التوجيه هو عملية نقل الخبرات من طرف لآخر. يعني ذلك بالتبعية أنّه يتضمن القدرة على تنفيذ الآتي:

  1. إجابة الأسئلة المطروحة بما يناسب تجربتك الشخصية ومستواك في صناعة المحتوى.
  2. تقييم المحتوى، وتوجيه النقد المتخصص المعتمد على أسباب منطقية وموضوعية.
  3. توجيه الملاحظات التطويرية للمحتوى.
  4. بناء خطة تطويرية بالتعاون معك.

وفقًا لهذا التعريف، يتضمن دور الموجّه Mentor عمل مستمر لمساعدتك على التطور، لكن في الوقت ذاته فهذا العمل محكوم بعدة أمور، سنعود إليها بعد الحديث عمّا هو ليس إرشاد مهني.

ما ليس بالتوجيه…

مثلما تحدثنا عن تعريف التوجيه، فمن الضروري أن أتحدث عمّا ليس توجيه. مرة أخرى مشاركة التعريف هدفها تحسين قدرتك على توقع النتيجة من التجربة، ومساعدتك على أخذ القرار الصحيح.

إذ قد تكتشف أنّ ما تحتاج إليه ليس التوجيه، أو أنّ تصوراتك عن التوجيه خاطئة، بالتالي فأنت لا تحتاج إلى ما سأقدمه لك. الآن دعني أخبرك عمّا ليس توجيهًا.

1. التدريب المباشر

لا يقدم لك التوجيه تدريبًا مباشرًا في مجالك. لا يتعلق ذلك بقدرة الموجّه، بل بالسياق الخاص بالتوجيه، وتركيز الجلسة على أهداف أخرى. يمكن للموجّه الإشارة لمصادر معينة تقدم تدريبات متخصصة. طبعًا إذا كانت الفكرة بسيطة، يمكن تقديم شروحات لها لا مشكلة.

2. اختصار المجهود

لا يوجد مختصر سريع لرحلة النجاح، ولا بديل عن بذل الجهد في سبيل التعلم. سيضيف الموجّه لمعلوماتك بالتأكيد، لكن ستكون التجربة ناجحة إذا أردت أنت ذلك فقط، لا إن اعتقدت أنّك ستحصل على تجربة توفر لك جهد السعي والتعلم.

3. خلق الطريق

يجب عليك إدراك أنّ الدور الأهم للموجّه ليس خلق الطريق. هذا لا يحدث بين يوم وليلة، وفي النهاية لا يمكن لأحد أن يخبرك ماذا تفعل في حياتك، لكن يمكنه إلهامك ببعض المساعدة. يجب أن يكون لديك ولو تصور بسيط عن الطريق الذي تريده، أو حتى عدة طرق تسعى للاختيار من بينها.

4. المرافقة الدائمة

لا يمكن لأحد أن يرافقك طوال الوقت. بصفة عامة لا تنتظر من أحد أن يفعل ذلك، واجعل تجربة التوجيه تركّز فعلًا على أهم الأشياء التي لا يمكنك الوصول إليها، واستفد بكل لحظة للحصول على أكبر فائدة. دونًا عن هذه الأشياء المميزة، اعتمد على البحث للوصول لإجاباتك على بقية الأسئلة.

إذًا لتحصل على تجربة توجيه ناجحة: ما الذي تحتاج إليه؟

وفقًا لهذه التعريفات، توجد بعض الأشياء التي تحتاج إليها من ناحيتك، لتحصل على تجربة توجيه ناجحة ومثمرة.

1. التوقعات

توقعات منطقية لما يمكنك الحصول عليه في خلال فترة التوجيه. أيًا تكن المدة، حدد توقعاتك وفقًا لذلك.

2. أساس واضح

أساس واضح يمكن بناء تجربة التوجيه حوله.

في بعض البرامج التوجيهية التي أقدمها مثل: بناء الهوية الرقمية – كتابة المقالات، فالأساس موجود بالفعل.

أمّا في برنامج التوجيه الفردي، فمسئولية وضع الأساس واقعة على عاتقك، وهذا ما نفعله في اللقاء الأول معًا.

يمكنك وضع هذا الأساس حسب احتياجاتك، فبعض الأشخاص يرغب في أن تكون كل جلسة منفردة في موضوعاتها وتوجهاتها، والبعض الآخر يود أن تركّز جميع الجلسات على الموضوع ذاته.

3. الأسئلة التي ستطرحها

كلّما نجحت في طرح السؤال الصحيح، حصلت على الإجابة المناسبة. لا يعني ذلك تحديد جميع الأسئلة قبل البدء، لكن الأهم أنّك عندما ترغب في معرفة أي شيء، فيجب أن تكون قادرًا على طرح السؤال المناسب.

4. الالتزام

التزام شخصي في تنفيذ المهام والمتابعة، لا سيّما أننا نهدف إلى بناء خطة التطور في التوجيه وفقًا لما تنجزه في أثناء الرحلة. دون ذلك سيبدو الأمر وكأننا نكرر الجلسات. في النهاية التجربة مرتبطة بفترة زمنية محددة، ونود استثمارها والخروج بأقصى فاعلية.

برامج التوجيه التي أقدمها

حاليًا بدأت خدمة برنامج التوجيه الفردي لصنّاع المحتوى، وقريبًا خلال النصف الأول من عام 2023 سأطلق برنامجين آخرين:

  • برنامج التوجيه الفردي لصنّاع المحتوى | تفاصيل البرنامج والاشتراك.
  • برنامج بناء الهوية الرقمية لصنّاع المحتوى | قريبًا.
  • برنامج كتابة المقالات | قريبًا.

هل ترغب في تصميم تجربة مخصصة لك أو لفريق عمل شركتك؟ بالطبع أرحب بتواصلك معي عبر بريدي الإلكتروني me@moaazyousef.com 😀

ملاحظة على الهامش

أخيرًا يا صديقي لعلك تتساءل لماذا أستخدم ألفاظ مثل التوجيه وموجّه؟ نحن اعتدنا على اللفظ الأجنبي Mentorship وMentor.

الحقيقة أنني من المهتمين بتعزيز المحتوى العربي واللغة العربية، ولذلك أحاول قدر الإمكان التعبير باستخدام ألفاظًا عربية، حتى تصبح مع الوقت جزءًا من ثقافتنا. الأمر ليس فلسفة ولا فزلكة، لكنّها رؤية أؤمن بها وأسعى لتحقيقها في الحياة 🙂

© معاذ يوسف 2022