تجاوز المحتوى

عن أثر الفراشة الذي امتد في داخلي قبل العالم

في عيد ميلادي العشرين تمنى لي صديقي أحمد بيومي رؤية اسمي في ويكيبيديا خلال عشرة سنوات كأحد المؤثرين العرب. مثّلت هذه الأمنية دافعًا لي نحو تحقيق التغيير. بالطبع كنت قد بدأت رحلتي قبل ذلك، لكن حتى هذا الوقت لم يكن لديّ إدراك كامل بشأن ما يجب فعله.

في رأيي هكذا يبدأ الأمر فعلًا، تتولد الوجهة ثم يأتي الطريق. والوجهة هنا لا نصل إليها عبر طريقٍ واحد، لكننا نتخبط بين الطرق كثيرًا، فتارة تفشل مساعينا في بعضها، وتارةً أخرى نقطع خطواتٍ قصيرة نحو الوجهة.

حتى رغم كوني لم أعرف بعد ما ينبغي عليّ فعله، كنت أدرك أنني أؤمن بشيئين أساسيين: الكتابة، التدريب. “صانع محتوى ومدرب، وبينهما أحلامٌ عدة لترك أثر”. هذه الكلمات التي أعرّف نفسي بها دائمًا، هذا التعريف أتى بعد سنوات، لكنه كان تتويجًا لما أؤمن به فعلًا.

لا أطيق الانتظار أبدًا. لذا، ومع صغر عمري في وقتها، التزمت بمنطقة الراحة ولم أشأ الخروج منها. لكن كانت هناك دفعة حقيقية من رفيقتي سمر التي أخبرتني لماذا لا تجرب نشر كتاباتك في أحد المواقع؟ بعد محاولات عدة للإقناع أخبرت نفسي: حسنًا، لماذا لا أجرب؟

بدأت في هذا الوقت بمراسلة موقع “إضاءات” للتجربة، فعلت ذلك وانتظرت الرد على بريدي تقريبًا 5 أيام، ليأتي الرد أخيرًا:

لقد كانت هذه اللحظة الأفضل بالنسبة لي في عالم الكتابة، وكان اختياري وقتها البدء بمقال “أثر الفراشة: لا يرى.. ولا يزول!”. يقينًا لم أكن أعلم لماذا دفعني قلمي لكتابة هذا المقال، لكن ربما كان الأمر هو إيماني الشديد بأثر الفراشة.

أثر الفراشة هي النظرية التي تقول بأنّ الأفعال البسيطة في الحياة قد لا تُرى، لكنّ أثرها لا يزول على الإطلاق. أي أنّك قد تفعل شيئًا بسيطًا، لكن يستديم أثره في الحياة. وهذه واحدة من أهم المبادئ التي آمنت بها حقًا.

في 4 يوليو 2016 نُشر المقال أخيرًا. لم أكن أعرف إلى أين سأذهب بعد ذلك، لكن بدأ أثر فراشتي. بدأ يمتد هذا الأثر في داخلي قبل العالم. بدأت رحلتي وأتمنى ألّا تقف. وهكذا أصبحت أؤمن طوال الوقت بأثر الفراشة، أبدأ خطوتي الأولى وهذا ما يهم، ثم بعد ذلك سيأتي كل شيء.

لذا قررت في ذكرى هذا اليوم إطلاق موقعي. بالنسبة لي هو مزيج من المحتوى التعريفي عنّي، ومساحة آمنة لكتاباتي الشخصية، أشارك فيها تدوينات وآراء وتجارب، وآمل منها أن يظل أثر فراشتي يتّسع، بداخلي أنا قبل العالم، فمرحبًا بكم في عالمي البسيط.

Published inالرحلة

12 Comments

  1. Nada Nada

    كل التوفيق لك يا معاذ، دُمت لنا خير الأخ والمعلم والمشرف، زرعت بداخلنا العديد من المبادئ الطيبة.

  2. Marwan Marwan

    جميل بالتوفيق دائماً يا معاذ وان شاء الله أثرك دائما نافع الناس ♡

  3. Redawy Redawy

    ربنا يوفقك ياحبيبي و موفق دايما و من نجاح لنجاح يارب♥️♥️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

© معاذ يوسف 2024